تفسير ابن كثير - سورة الممتحنة - الآية 6

تفسير ابن كثير - سورة الممتحنة - الآية 6

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ۚ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6) (الممتحنة)

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَة حَسَنَة لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّه وَالْيَوْم الْآخِر " وَهَذَا تَأْكِيد لِمَا تَقَدَّمَ وَمُسْتَثْنًى مِنْهُ مَا تَقَدَّمَ أَيْضًا لِأَنَّ هَذِهِ الْأُسْوَة الْمُثْبَتَة هَهُنَا هِيَ الْأُولَى بِعَيْنِهَا. وَقَوْله تَعَالَى " لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّه وَالْيَوْم الْآخِر" تَهْيِيج إِلَى ذَلِكَ لِكُلِّ مُؤْمِن بِاَللَّهِ وَالْمَعَاد وَقَوْله تَعَالَى " وَمَنْ يَتَوَلَّ " أَيْ عَمَّا أَمَرَ اللَّه بِهِ " فَإِنَّ اللَّه هُوَ الْغَنِيّ الْحَمِيد " كَقَوْلِهِ تَعَالَى " إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْض جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّه لَغَنِيّ حَمِيد" وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس الْغَنِيّ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي غِنَاهُ وَهُوَ اللَّه هَذِهِ صِفَته لَا تَنْبَغِي إِلَّا لَهُ لَيْسَ لَهُ كُفْء وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء سُبْحَان اللَّه الْوَاحِد الْقَهَّار وَالْحَمِيد الْمُسْتَحْمَد إِلَى خَلْقه أَيْ هُوَ الْمَحْمُود فِي جَمِيع أَقْوَاله وَأَفْعَاله لَا إِلَه غَيْره وَلَا رَبّ سِوَاهُ .

تاريخ الحفظ: 29/4/2025 9:37:14
المصدر: https://al-sdqh.com/Haya-Saleh-Al-Muqbil/t-60-1-6.html