تفسير ابن كثير - سورة الشعراء - الآية 211

تفسير ابن كثير - سورة الشعراء - الآية 211

وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) (الشعراء)

وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى" وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ " وَقَوْله تَعَالَى " وَمَا يَسْتَطِيعُونَ" أَيْ وَلَوْ اِنْبَغَى لَهُمْ لَمَا اِسْتَطَاعُوا ذَلِكَ قَالَ اللَّه تَعَالَى " لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآن عَلَى جَبَل لَرَأَيْته خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَة اللَّه " ثُمَّ أَنَّهُ لَوْ اِنْبَغَى لَهُمْ وَاسْتَطَاعُوا حَمْله وَتَأْدِيَته لَمَا وَصَلُوا إِلَى ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ بِمَعْزِلٍ عَنْ اِسْتِمَاع الْقُرْآن حَال نُزُوله لِأَنَّ السَّمَاء مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا فِي مُدَّة إِنْزَال الْقُرْآن عَلَى رَسُول اللَّه فَلَمْ يَخْلُص أَحَد مِنْ الشَّيَاطِين إِلَى اِسْتِمَاع حَرْف وَلَمْ يَجِد مِنْهُ لِئَلَّا يَشْتَبِه الْأَمْر وَهَذَا مِنْ رَحْمَة اللَّه بِعِبَادِهِ وَحِفْظه لِشَرْعِهِ وَتَأْيِيده لِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ .

تاريخ الحفظ: 30/4/2025 2:26:12
المصدر: https://al-sdqh.com/Haya-Saleh-Al-Muqbil/t-26-1-211.html