تفسير ابن كثر - سورة الإنسان - الآية 2

تفسير ابن كثر - سورة الإنسان - الآية 2

إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) (الإنسان)

" أَمْشَاج " أَيْ أَخْلَاط وَالْمَشِج وَالْمَشِيج الشَّيْء الْمُخْتَلِط بَعْضه فِي بَعْض قَالَ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى " مِنْ نُطْفَة أَمْشَاج " يَعْنِي مَاء الرَّجُل وَمَاء الْمَرْأَة إِذَا اِجْتَمَعَا وَاخْتَلَطَا ثُمَّ يَنْتَقِل بَعْد مِنْ طَوْر إِلَى طَوْر وَحَال إِلَى حَال وَلَوْن إِلَى لَوْن وَهَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة وَمُجَاهِد وَالْحَسَن وَالرَّبِيع بْن أَنَس الْأَمْشَاج هُوَ اِخْتِلَاط مَاء الرَّجُل بِمَاءِ الْمَرْأَة وَقَوْله تَعَالَى " نَبْتَلِيه " أَيْ نَخْتَبِرهُ كَقَوْلِهِ جَلَّ جَلَاله " لِيَبْلُوَكُمْ أَيّكُمْ أَحْسَن عَمَلًا " " فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا " أَيْ جَعَلْنَا لَهُ سَمْعًا وَبَصَرًا يَتَمَكَّن بِهِمَا مِنْ الطَّاعَة وَالْمَعْصِيَة .

تاريخ الحفظ: 28/4/2025 8:51:53
المصدر: https://al-sdqh.com/Ahmed-Sulaiman-AlBarrak/t-76-1-2.html